بك يا إلهي أستجير وأحتمي
ولدينك- الإسلام- قلبي ينتمي
رباه إني قد تملكني الأسى..
فغدت دموع العين..
تمزج بالدم..
رباه.. ما لي غير عفوك مرتجى..
فامنن به- يا رب- واغفر مأثمي..
طافت بي الذكرى.. وهذي أمتي..
تمضي على درب طويل مظلم..
يمتد من أسوار "كابل "عابرًا
من فوق مئذنة يخضبها دمي
في أرض مسرانا أرى- مذبوحة-
أمي..
وهذا طفلي الباكي دمي
زادته جرحًا ذي المذلة
لا يرى
إلا الخضوع وراية المستسلم
يا ماء دجلة منذ أن
سجنوا بعينيك "الرشيد"
وملكوا "ابن العلقمي"
ما عدت تجري مثل أنهار التمرد
في استباق الموسم
سكنت دماؤك في العروق
تحدَّرت دمعات حزن
أطفأت وهج الحقيقة
في عيون الأنجم..
هل يرتوي الأوغاد
إلا من دمي؟
أم هل عرفت الدار
بعد تفحمِ؟
يا عامرية (1) بالبلاء تكلمي
ماذا جنى الأطفال
كيما تهدمي..
فوق الرؤوس الحالمات
الساجدات لرب هذا الكون؟
كيما تسلمي
بغداد لا تستسلمي؟
يا ثورة الغضب العتية
أقدمي
هزي عروش الكفر تساقط
بلا أسف
على من خان أو باع الوطن
يا قدس إني
لست أبكى جرح بغداد التي
بيعت لأحفاد القرود..
بلا ثمن
بل إنني أبكي الوطن..
أبكي ضياع الحلم
في وطن تمزِّقه المحن
حكامه قد ضيعوه
قد أعدموا فيه الضمائر
من زمن
نصبوا المشانق للمبادئ
للوطن
عاثوا فسادًا في الديار
وأشعلوا النيران في تاريخنا
عشقوا الوهن
يا قدس لست نهاية المأساة
أو بلد الرشيد
بل إنها
تمتد حتى تغرق النيل السعيد!
قد خطَّط الأوغاد من زمن
لحلمهم العنيد
"من نيلنا لفراتنا..
تلك الحدود"
من نيلهم؟!
لفراتهم؟!
والقدس عاصمة اليهود؟!
لا لن يكون..
كلا- وربي- لن يكون
يا قدس لا تستسلمي
لا تسمعي
لمقامر
نذل خئون
ولتنظري
قامت هنا بيروت تنزع كل أثواب الحداد
وشباب قاهرة المعز يثور
يعلن في عناد
أن "الجهاد سبيلنا"
وزعيمنا في كل واد..
هو أحمد المختار
يهدي خطونا سبل الرشاد
والله غاية سعينا
هو ربنا رب العباد
"الله غاية سعينا"
هو ربنا رب العباد
كتبها لكم الشاعر محمد وهبة
و نقلها ضياء