(على عتبات نصر الأمة في حرب أكتوبر المجيدة)
وحيد حامد الدهشان
ذكراه تُشعِلُ في القلوبِ حـنينا
وتُطل في ثوب الندى نسريـنًا
من بدرٍ الكبرى استمد ضـياءَهُ
وأعاد فى آفاقنا حِطينَــــا
ما أجمل النصر الذي رايــاته
ضَمَّتْ إلى أعـيادنا تشريــنا
من قبل يومك لم يكنْ في حـلقنا
إلا الشجى والحزنُ كان قرينـا
من قبل يومك كان نبضُ قلوبنا
ألمًا يعربد في الصدور دفيــنًا
من قبل يومك كان يعلونا الأسى
وكأن حولَ رقابِنا التنينــًـا
هاماتنا بين الورى موصومـةٌ
والذل صاحبُ صولجان فيـنا
وعيون من شمتوا بنا أو أشفقوا
كانت تغوص بقلبنا ســــكينا
فعداتنا شرق القناة استأســدوا
من ذا الذي أغرى بنا الملعـونا
نسجوا صلابةَ جيشهمْ أسـطورةً
لا لن يُروا فى الساح منهزمـينا
وتترسوا بحصون برليف الـتي
ظنوا الذي يسعى لها مجــنونا
وقذائف النابلمِ تحت قناتِــــنا
جُعلتْ لقتلِ جنودنا مخزونًا
مرصودة للفتك دون هوادةٍ
بالجيش إن مــدَّ اليمينَ لسينا
كنَّا نرى أعراضَنا منهوشةً
تغلي دمانا في عروق بنينا
كنَّا على جمر نضمدُ جُرْحَنا
نهفو إلى اليومِ الذي يُحيينا
كانت أحاديثُ الجهاد نشيدَنا
من كل فجِّ نورُها يأتينا
أما الشهادة كي نحررَ أرضَنا
كانت لنا أمنيةً تغرينا
كنا نعدُّ بقدر طاقتنا لهمْ
ثقة بأن الله لا يخزينا
لم ندخرْ جهدًا وكان رجالنا
فى نُصْرَةِ المولى أشد يقينا
من ربع قرنٍ كان شهر صيامِنا
شهر انتصارات الألي سبقونا
يضفي علينا من سَنَاهُ عباءَةً
بركاته نحو التُّقى تحدونا
فى عاشر الأيام منه وفجأةً
جاء القرار مباركًا ميمونًا
في لحظةٍ بيضاءَ من تاريخنا
فاقت إذا افتخر الزمانُ قرونا
يا أيها الأسادُ هذا يومكم
هذا الذي تترقبون سنينا
هبَ الجنود الصابرونَ.. تفجَّروا
طاقاتِ ثأرٍ تذهلُ الرائينا
بلسانِ حالٍ أعلنوها أنهم
لا يقبلونَ مع الحياةِ الهونا
تخذوا من التكبير أعظمَ صحيةٍ
ومن ٍالعزيمةِ معبرًا وسفينا
وعلى عدو الله صالوا صولةً
لا أستطيعُ لوصفها تبيينا
فكأنما بُعِثَ النبيٌ محمدٌ
وأتاه جبريلُ الأمينُ معينًا
الرعبُ حطَ على اليهودِ وفُزعوا
فالموتُ جاءَ ليحصدَ الغاوينا
الله أكبر زلزلتْ أركانهم
نَبَراتُها قد أرهبتْ صهيونا
كبني النضير يُخَربون بيوتهم
تركوا متاعَ العيش مذعورينا
لا زلت أذكر شعبَنا ووقوفَه
حصنًا منيعًا راسخًا وحصينا
خلفَ الجنود يشذُ من عزماتِهم
ولكل آياتِ النضالِ يُرينا
بذلوا الدما متطوعينَ رخيصةً
لما أرادوا غاليًا وثمينا
شظف الحياة تحمَّلوه وما اشتكوا
حَرُمَتْ علينا متعةٌ تلهينا
كم زوجةٍ قد راح حلمُ حياتها
كانا معًا يترقبانِ جنينا
كم من أبٍ ربى فتاهُ مُؤَمِلاً
من بعد لأيٍ أن يقر عيونا
يا للأمومةِ حين جل مصابُها
والقلب أضحى في الصدور طعينا
داس الجميعُ جراحَهم فعزاؤهم
خيرُ العزا.. نصرٌ جَنوه مبينا
من راج يستقصي مناقبَ شعبنا
فى حَربه لم يستطع تدوينا
يا أمتي روحُ الجهاد دواؤنا
من كل أمراض الورى تشفينا
داعي الجهاد إذا دعا لا لن نرى
إلا صدوقًا مخلصًا وأمينا
أكتوبر الميمون أصدقُ شاهدٍ
هو دربُنا إن شئتم التمكينا
ياربُ فاحفظ جيشنا ورجالَه
درعًا قويًا قادرًا يحمينا