مشاهد من حياة مناضلٍ "متطور"

بقلم: د. محمد عفان





مشهدٌ افتتاحيّ:

في أرضٍ جبليهْ

في إحدى دول الطوق العربيهْ

وقف فدائيٌّ عشرينيُّ العمرِ

وسْط رفاقهْ

بلباس الجنديهْ

وبقسَماتٍ متحفزةٍ

وملامح وجهٍ صخريَّهْ

وبنبرة صوت المتأكدْ

من أن الأبيضَ أبيضْ

(حين يراه بعينيه كذلكَ)

والأسودَ أسودْ

بدأ خطابًا عَقَديا

عن أرض الوطن المحتلةِ

والشعب المُبعدْ

عن حق الثأر من القتلهْ

عن حق العودهْ

وعن اللاآت الأبديَّهْ

وبقسم الشهداء الثوريّ

أنهى خطبته الناريَّهْ



مشهدٌ وسيطْ:

في مؤتمرٍ صحفيٍّ

في بلد المنفى العربيهْ

وقف الكهل الخمسينيُّ العمرِ

بملامح وجهٍ مرتخيهْ

وبقسَماتٍ عاديهْ

قد لبس ثيابًا مدنيهْ

وبنبرة صوتِ المتأكدْ

من أن الأبيض والأسودْ

صارت مسألةً نسبيهْ

فالواقع قد أثبت أنَّ

كل الألوان رماديهْ!!

بدأ خطابًا عقليا

ليصوغ حلولاً وسطيهْ

فالعنف المطلق لم يحسمْ

في يوم ٍ ما.. أي قضيهْ

لا بد لمَن يبغي نصرًا

أن يحمل في كفٍّ مدفعْ

وبكفٍّ أخرى..

مشروع عهودٍ سلميهْ

وببعض دروسٍ نظريهْ

أنهى خطبته الجدليهْ



مشهدٌ ختاميّ:

في الأرض المحتلهْ

بجوار وزيرٍ عبري ٍّ

في إحدى القمم الوديهْ

وقف الشيخ السبعينيُّ العمرِ

بملامح وجهٍ منتفخهْ

وبقيماتٍ مزريَّهْ

قد لبس ثيابًا...

من أرقى دور الأزياء العصريهْ

وبنبرة صوتِ المتأكدْ

من أن الأبيض والأسودْ

صارت مسألةً دوليهْ

(فالأبيض أبيضْ

حين يراه المجتمع الدولي كذلك َ

والأسود أسودْ )

بدأ خطابًا عبثيا

ليطالب فيه بوقف الدَّم ِ

بين الأطراف المعنيهْ

لا بد لمَن يبغي سلمًا

أن يلقي عنه الأسلحةَ

برهانًا عن حسن النيهْ

وبقُبلة ودٍّ أُخويهْ

أنهى خطبته المخزيهْ