deyaa مهندسة نشيطة
عدد المساهمات : 174
| موضوع: ..شمعة جديدة لهذا العمر.. الجمعة 10 ديسمبر - 9:03 | |
|
على سلة القش المنسية خارجا، بضع قطرات ندى أو ماء، احتفلت مع شعاع الشمس في إشراقه صبح عسجدي جديد، على سلة القش قماشة بيضاء، أسدلت أطرافها على فوهة السلة، قماشة لا تشف ما وراءها. ويبقى السؤال الدفين ماذا في السلة؟
إن أردت أن تعرف ما فيها، فلنا شروط، عليك أن تعبر الحد بين الرؤية والعمى، غير مسموح بالنظر، يمكنك أن تمد يدك إلى داخل السلة.
لم يكن شرطي أن تكون أعمى منذ البداية، لكنك أنت من اخترت ذلك ، هكذا شروط اللعبة، لا تنظر إلي هكذا، لا تريد ذلك؟!
إذن فلنتفق، لا تمد اليد إلى السلة وما فيها.سأخبرك أنا عما فيها، سأخبرك عما تحت القماشة البيضاء، في السلة التاريخ أكتبه بين ورقة وقلم كما أريد أن يحدث،وهنا لا تسألني لماذا، عالأقل دعني أتخيل أن باستطاعتي كتابة جزء من التاريخ، هذا الجزء هو الخاص بي، تاريخي، أنت تجيد فن التعجب، ليس غرورا مني قول ذلك، قد لا يعني تاريخ حياتي الكثيرين، وربما لن يعدو كونه نقطة في تاريخ الكون، لكن ما يكسبه أهميته هو أنه لي وحدي، لا يهمني إن قرأه الناس، لا يعنيني أن يعجبهم أو العكس.
قد يكون مهملا بالنسبة لهم، لكنه بالنسبة لي، ماض وحاضر ..... تاريخ.........
في السلة أحزان العمر تتراكم على الجدران الواهية لها، تنبؤك عن متسع آخر للحزن، تخبرك بأن وديعتك ستقبل، هات الحزن لديك، هاته فما زال في النفس متسع لأمانتك، ما زلنا نستقبل أحزان الناس ونحفظها حتى يأتي ذاك الحين. ما زال القلب فخورا بحمل حزنك حتى يغيب.
في السلة آخر شمعة، احترت معها، هل أضيئها؟ أم أدخرها، لست أدري، فخوفي يسألني إن كان بمقدوري إشعالها والبقاء باقي الليالي الآتية على الظلام، أم أنتظر حتى تأتي بشمعتك، فشمعة واحدة لا تكفي كي نقهر الظلام.
هل ستسافر لتأتي بشمعة جديدة لهذا العمر؟ دعك من هذا، فربما اعتدنا الظلام، هل تصر على السفر، أوقعتني في حيرة جديدة، هل ستسافر خلال الظلام بلا شموع، أم ستأخذ الشمعة الأخيرة خاصتي، لأبقى أنتظرك في الظلام؟ يا حبيبي، لأجلك سأضحي بآخر شمعة إن قررت أن تسافر، لكن لا تغب طويلا ... لأنني أنتظرك، "في الظلام"، لا تتأخر فأخاف أن يسلبني الظلام حياتي إن أنت أطلت الغياب، أخاف أن ينهشني بخوفه، وأخاف أن يسرق سلتي، فأنت لا تعرف أيضا ما فيها، عمر وتاريخ ... والشمعة الأخيرة، وحبي لك ولحزنك، فيها عصاي السحرية،و أقنعة لا تتساقط، أقنعة ليست زائفة أو مهانة. في السلة هدايا، ابتسامة... وكلمة ، في السلة عطرٌ بيدي صنعته، من أفخر زهر الأرض حضرته، رش قليلا قبل السفر وتذكرني، رش قليلا، دع جزيئات العطر تهبط على طرف الياقة. واستعد للسفر، ولا تعد قبل أن تأتي بما يطرد الظلام من حياتي وحياتك.
"...يبدو الكلام هنا فلسفيا قليلا أعتبروه ما شئتم، لم يكن سوى محاولة للتفريغ خواطر"... منقول
| |
|